تعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية والممتد عهدها لثلاثة قرون، وشهدت المملكة العديد من المراحل لتوحيدها بداية من الدولة السعودية الأولى وحتى الدولة السعودية الثالثة والحالية، فقد قام الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بتأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932، كما قام بتغيير اسم المناطق التي وقعت تحت سيطرته للمملكة العربية السعودية، ووضع حجر الأساس للمملكة السعودية وتمكنه من ضم منطقة الدرعية إلى مناطق حكمه.

الدولة السعودية الأولى تم تأسيسها في 22 فبراير من عام 1727م واستمرت لعام 1818م، وشهدت تحالف الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله، بالسعي إلى عودة البلاد للسير على مبادئ العقيدة الصحيحة، حيث اتفق الطرفان بما يُسمى “اتفاق الدرعية”، وأصبحت الدرعية في عهد الإمام محمد بن سعود ذات مركز قوي واستقرار داخلي وحكم راسخ جعل منها منارة المنطقة، واستمر الاتفاق حتى سقوط الدولة عام 1818م في عهد الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز متأثرة بالحملات العثمانية التي هاجمتها والتي كان آخرها حملة إبراهيم محمد علي باشا، والذي قام بالاعتداء على الدرعية واهلها وحرقها وقطع نخيلها وأشجارها قبيل مغادرتها عام (1819م).

ولم يدم غياب حلم آل سعود بتوحيد الدولة طويلا، حيث أعاد الأمير مشاري بن سعود محاولة توحيد المملكة خلال الفترة من 1824م وحتى 1891، عن طريق العودة لحكم الدرعية، ولكن سقطت هذه المحاولة بعد الحملات العثمانية والآثار التي تسببت بها.

بعدها قام الملك عبد العزيز رحمه الله بتوحيد المملكة العربية السعودية في عام 1902، وأصبحت الرياض عاصمة لحكم آل سعود، وتم إعلان المرسوم الملكي لتأسيس المملكة في تاريخ 23 من سبتمبر في عام 1932م، واستمر في مد جسور التلاحم واتساع الدولة حتى سيطر على كافة مناطق نجد والحجاز ووصل إلى المساحة التي عليها المملكة بالوقت الحالي، واعُتمِدَ شعار المملكة العربيّة السّعوديّة الجديد منذ عام 1950م وما زال للوقت الحالي.

وارتكزت قيادة المملكة العربية السعودية على قاعدة متينة وقوية نتيجة تلاحم أبناء شبه الجزيرة في مختلف مراحل تأسيس الدولة وصولاً لمراحل التمكين والازدهار والرؤية.

فقد شَهِدَت المملكة العربيّة السعوديّة تقدماً في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، على كافة مؤشرات التنمية البشرية التي تتمثل في مستوى المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية والقضائية والبيئية والقفزات الكبيرة في مجال التقنية والحكومة الإلكترونية ومشاريع العناية والتوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين.

كما جاءت رؤية المملكة 2030 لتعزيز هذا النمو باعتماد مشاريع ضخمة ذاع صيتها عالمياً كمشروع نيوم والبحر الأحمر ومشروع رؤى المدينة وبوابة الدرعية ومشروع السعودية الخضراء والشرق الاوسط الأخضر ومؤخرا مشروع المربع بالرياض.

وقد أقرت قيادة المملكة العربية السعودية وبمرسوم ملكي إقامة احتفال سنوي ليوم التأسيس الموافق لـ 22 من فبراير من كل عام مناسبة وطنية وإجازة رسمية، وهو اليوم الذي يوافق التاريخ الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى على يد الإمام “محمد بن سعود” رحمه الله عام 1727م.